محددات السياسة الخارجية الروسية في اقليم شرق المتوسط
ملخص البحث
تُناقش الدراسة أهمية منطقة شرق المتوسط في توجهات السياسة الخارجية الروسية، فقد أصبحت روسيا مؤخراً واحدة من أهم اللاعبين الجيوسياسيين في شرق المتوسط. حيث تسعى روسيا إلى إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، من أجل إعادة ترسيخ نفسها كقوة عظمى والاضطلاع بدور عالمي جديد بقيادة بوتين، الذي تبنى استراتيجية تخدم مصالح روسيا. فجاء التحرك الروسي في هذه المنطقة وفق محددات سياستها الخارجية، متمثل بعضها في الجغرافيا الروسية ووصولها إلى موانئ المياه الدافئة ولها تراث ثقافي مشترك متجذر في المسيحية الأرثوذكسية، بالإضافة أن المنطقة غنية أيضاً بالعديد من الموارد الطبيعية مثل احتياطيات النفط والغاز، مما يجعلها لاعباً مهماً في خريطة الطاقة العالمية، سواء من حيث الإنتاج أو التصدير أو من حيث التحكم في نقل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى والشرق الأوسط إلى أوروبا.
تاريخياً، كانت لروسيا تأثير كبير في شرق المتوسط، وكانت هذه المنطقة مسرحاً للصراع الأيديولوجي بين القطبين خلال الحرب الباردة. وعلى الرغم من التغاضي الذي تعرضت له المنطقة خلال التسعينيات، إلا أنها عادت مرة أخرى ضمن أولويات السياسة الروسية مع وصول بوتين الي السلطة. منذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، استندت السياسة الروسية تجاه منطقة شرق المتوسط على قدرتها في الجمع بين عناصر القوة الناعمة والصلبة: مثل التدخل العسكري في سوريا عام 2015, كان الأول من نوعه خارج أراضي الاتحاد السوفياتي السابق، أو السياسات الاقتصادية، باعتبار أن هذه المنطقة تعد سوقاً مناسباً للأسلحة الروسية بالإضافة إلى دور شركات الغاز الطبيعي الروسية. لذلك، يمكن اعتبار سياسات روسيا الحالية في منطقة شرق المتوسط جزءاً من نمط يهدف إلى تعزيز قوتها عالمياً.
الكلمات المفتاحية:(السياسة الخارجية الروسية، منطقة شرق المتوسط، المحددات الداخلية والخارجية، التدخل العسكري الروسي).
الكلمات المفتاحيه
السياسة الخارجية الروسية-شرق المتوسط-المحددات الداخلية والخارجية-التدخل العسكري في سوريا