السياسة الخارجية الروسية تجاه التحولات الجيوستراتيجية في إقليم شرق المتوسط (2011-2020)

تُناقش الدراسة أهمية إقليم شرق المتوسط في توجهات السياسة الخارجية الروسية، فقد أصبحت روسيا مؤخراً واحدة من أهم اللاعبين الجيوسياسيين في هذا الإقليم، حيث تسعى روسيا إلى إيجاد موطئ قدم لها في الإقليم وذلك من أجل إعادة ترسيخ نفسها كقوة عظمى والاضطلاع بدور عالمي جديد بقيادة بوتين، الذي تبنى استراتيجية تخدم مصالح روسيا. تهدف الدراسة إلى تحليل كيف تؤدي مصالح السياسة الخارجية لروسيا إلى وجودها في شرق المتوسط، كما أنها تلقي الضوء أيضاً على محددات التحرك الروسي داخل هذا الإقليم، متمثلاً ذلك في الجغرافيا الروسية والرغبة في وصولها إلى موانئ المياه الدافئة، بالإضافة إلي أن هذا الإقليم أيضاً غني بالعديد من الموارد الطبيعية مثل احتياطيات النفط والغاز، مما يجعله لاعباً مهماً في خريطة الطاقة العالمية، سواء من حيث الإنتاج أو التصدير أو من حيث التحكم في نقل خطوط أنابيب الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى والشرق الأوسط إلى أوروبا. تستعرض الدراسة أيضاً التحولات الجيواستراتيجية التي شهدها إقليم شرق المتوسط وتأثيرها على المصالح الروسية. لذلك تعتبر المصلحة الوطنية هي المحرك الأساسي لروسيا داخل الإقليم وتسعي الدراسة الي توضيح ذلك من خلال تطبيق نهج نظري متمثل في الواقعية الجديدة والجيوسياسية. حيث استندت السياسة الروسية تجاه إقليم شرق المتوسط على جميع عناصر فن الحكم، بما في ذلك الأدوات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية، لتعزيز مصالحها في هذا الإقليم: مثل التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 وهو التدخل الأول من نوعه خارج أراضي الاتحاد السوفياتي السابق، أو السياسات الاقتصادية باعتبار أن هذه المنطقة تعد سوقاً مناسباً للأسلحة الروسية بالإضافة إلى دور شركات الغاز الطبيعي الروسية. وتوصلت الدراسة الي إمكانية اعتبار أن سياسات روسيا في إقليم شرق المتوسط هي جزءاً من نمط يهدف إلى تعزيز قوتها عالمياً. كما أن روسيا تنتهج سيناريو الاستمرار وتعزيز العلاقات، وظهر ذلك من خلال تنويع اتصالاتها وشراكاتها مع عدة دول بناءً على أن الاعتماد على دولة واحدة غير مربح، كما انتهجت روسيا ايضاً تجاه الإقليم سياسة توازن المصالح مع مراعاة الحفاظ على علاقات عدم الانحياز. الكلمات المفتاحية:(السياسة الخارجية الروسية، إقليم شرق المتوسط، المحددات الداخلية والخارجية، التحولات الجيواستراتيجية، التدخل العسكري الروسي، السياسات الاقتصادية، المصلحة الوطنية، توازن المصالح).